7 نصائح مهمة لتعليم طفلك الاعتماد على نفسه وتناول الطعام وحده

لا شك أنّك كأم تنتظرين بفارغ الصبر اللحظة التي يعتمد طفلك فيها على ذاته في الطعام، ويبدأ بتناول طعامه بمفرده، فبعد أن يتعرف على الأطعمة الصلبة، ويجرب الأطعمة والنكهات المختلفة، قد تكونين مستعدة لمساعدة طفلك الصغير على البدء بتناول طعامه لوحده، ولكن ما هو الوقت المناسب لتشجيع هذه المهارة الجديدة؟ وما هي علامات الاستعداد التي يجب أن تبحثي عنها؟ وما هي أفضل الأطعمة التي يجب البدء بها عند تعليم الطفل تناول الطعام بمفرده؟

متى سيكون طفلي قادرًا على تناول الطعام بمفرده؟

في عمر 9 إلى 12 شهرًا تقريبًا، قد تلاحظين أن طفلك يظهر اهتمامًا بمحاولة تناول الطعام بمفرده دون مساعدة منك، وأنه أصبح أكثر خبرة في تناول المواد الصلبة، ويشعر بالقوام المختلف للأطعمة بين أصابعه، وقد يقوم أيضًا بمحاولات لجلب بعض هذا الطعام إلى فمه، ليلعقه ويتذوقه.

وتبدو هذه الحركة عادةً وكأنه يمسك طعامه بيده بالكامل في حركة تشبه الجرف، ثم يحاول دفع ما في يديه إلى فمه، وقد تلاحظين أيضًا أن طفلك يحاول الإمساك بالطعام بإبهامه والسبابة، وهي مهارة حركية دقيقة مهمة تسمى قبضة الكماشة، وهذه كلها علامات جيدة ومؤشرات رائعة على أن طفلك مستعد للبدء بالاعتماد على نفسه في تناول الطعام.

ما هي العلامات التي تشير إلى أنَّ طفلي مستعد للاعتماد على نفسه وتناول الطعام بمفرده؟

هناك بعض علامات الاستعداد التي يجب عليك البحث عنها، والتي تشير إلى أن هذا هو الوقت المناسب لبدء تعليم طفلك كيف يتناول الطعام وحده:

  • الإمساك بالملعقة أثناء تناول الطعام.
  • الوصول إلى طعامه في طبقه أو وعائه.
  • الوصول إلى طعامك أو طبقك.
  • التدرب على إمساك الكماشة – جلب الطعام والأشياء الأخرى إلى فمه أثناء تناول الطعام أو وقت اللعب.
  • دفع يدك بعيدًا عند محاولة إطعامه.

من المهم الانتباه إلى علامات الاستعداد هذه، وعدم الاعتماد فقط على عمر طفلك، فإذا كان عمر طفلك 9 أو 10 أشهر ولم تظهر عليه علامات الاستعداد هذه، فيجب عليكما كوالدين الانتظار حتى تظهر عليه هذه العلامات، ولكن بمجرد أن يظهر طفلك علامات الاستعداد لتناول الطعام بنفسه، من المهم أن توفري العديد من الفرص له لممارسة هذه المهارة. اسمحي له بالمحاولة مرارًا وتكرارًا، بهذه الطريقة سيتعلم طفلك ويتقن هذه المهارة!

ما هي أفضل الأطعمة للبدء بتعليم طفلك تناول الطعام وحده؟ 

إن أفضل الأطعمة التي يمكنك تقديمها لطفلك لتعلم تناول الطعام بمفرده هي التي يسهل عليه الإمساك بها، والتقاطها، وإحضارها إلى فمه. فيما يلي بعض التوصيات التي يمكنك تجربتها:

  • الجزر المطبوخ والمهروس جيدًا، والبطاطا الحلوة، والقرع، أو البازلاء.
  • قطع صغيرة من الموز الناعم الناضج، أو الأفوكادو، أو الكيوي، أو الخوخ.
  • التفاح أو الكمثرى المطبوخ جيدًا.
  • معكرونة الحبوب الكاملة المطبوخة بشكل ناعم.
  • قطع من الدجاج المطبوخ، أو الديك الرومي، أو السمك.
  • مكعبات أو شرائح من الجبن.

يجب أن تكون جميع الأطعمة طرية وسهلة الهرس وكبيرة بما يكفي ليلتقطها طفلك، ولكنها صغيرة بما يكفي لمنعه من الاختناق.

وتساعدك العديد من الأدوات على تدريب طفلك، حيث إن توفير أدوات خاصة بطفلك يسهم في شعوره باستقلاليته، وتوفير كثير من وقتك وجهدك، ويمكنك الاطلاع على قائمة أدوات الطعام المتوفرة لدينا.

ما هي الأطعمة التي يجب تجنبها عندما يبدأ طفلي بتناول الطعام بمفرده؟

لا شك أنك ستتجنبين الأطعمة التي تشكل خطرًا محتملاً للاختناق لدى طفلك، ويمكن ذكر العديد منها هنا:

  • المكسرات.
  • الفشار.
  • الجزر غير المطبوخ.
  • العنب الكامل.
  • زبيب.
  • نقانق.
  • الأجزاء الكبيرة من الطعام.

وتذكري أنَّ طفلك لا يمتلك كل أسنانه، لذا يجب أن تكون جميع الأطعمة طرية، وبمجرد ظهور أضراس طفلك عندما يبلغ عامين، سيتمكن طفلك من مضغ الطعام الأكثر صلابة بشكل صحيح.

وإذا كنت ترغبين في إجراء اختبار لمعرفة الأطعمة الآمنة واللينة بما يكفي ليتناولها طفلك، خذي قطعة من طعامه وحاولي هرسها بين أصابعك، إذا لم تتمكني من هرسها بسهولة، فمن المحتمل أن يكون من الصعب جدًا على طفلك مضغها.

نصائح مهمة عند تعليم طفلك تناول الطعام بمفرده

الآن بعد أن عرفت أن طفلك مستعد للبدء في تناول طعامه لوحده، وتعرفت على الأطعمة التي من الأفضل البدء بها، كيف يمكنك البدء؟ إليك هنا بعض النصائح المفيدة:

1. امنحي طفلك الكثير من الفرص للتمرين

كلما زادت الفرص التي منحتها لطفلك للتدرب، تعلم وأتقن الأمر بشكل أسرع. امنحيه فرصًا لتجربة تناول الطعام بيديه، وباستخدام الأدوات.

2. شجعي طفلك على استخدام يديه لتناول الطعام

قبل تقديم الأدوات المخصصة للطعام للطفل، شجعيه أولاً على استخدام يديه لتحريك الطعام نحو فمه. والطريقة الجيدة للبدء هي وضع كيس زبادي أو بضع قطع من الطعام على صينية الكرسي المرتفع لطفلك، وتشجعيه على الوصول إليه، والشعور به، واللعب به بقبضة الكماشة.

ورغم أن الأمر قد يبدو كما لو أن طفلك يفعل الكثير لكنه لا يأكل، لكن هذه هي الطريقة التي يبدأ بها في التعلم.

3. شجعي طفلك على استخدام الأدوات

ليس من السابق لأوانه أبدًا تقديم الأدوات لطفلك! من الجيد لهم أن يعتادوا على الأدوات أثناء تناول الطعام، حيث من الأفضل في البداية أن تحصلي على ملعقتين، واحدة لك للمساعدة في إطعام طفلك بضع قضمات، والأخرى ليمسك بها ويتدرب على استخدامها، حتى أنه قد يحاول تقليد حركاتك عن طريق غمس ملعقته في الطعام، وربما يحاول إيصالها إلى فمه.

كما أن هناك شيء آخر يمكنك تجربته، وهو ملء ملعقته بالطعام مسبقًا وتسليمها له، حيث يمكن أن يساعده ذلك على التدرب على موازنة الطعام بالملعقة عندما يضعه في فمه، ومع ذلك، أنصحك باستخدام الأطعمة السميكة مثل الزبادي ودقيق الشوفان، فهي أطعمة جيدة الممارسة لأنها تلتصق بسهولة أكبر بالملعقة. وبشكل عام، تأكدي من إتاحة الكثير من فرص التدريب على كلتا الأداتين. 

4. ابقي على مقربة من طفلك أثناء تناوُل الوجبات

عندما يبدأ طفلك بتناول الطعام لوحده، من المهم أن تظلي قريبة منه وتراقبيه، حتى لا يعلق أي طعام في أنفه أو في أي مكان آخر لا سمح الله، كما عليك أن تتأكدي من أن طفلك يتحمل جميع النكهات الجديدة.

من خلال إبقاء طفلك على مقربة منك، ستراقبين أيضًا مقدار ما يضعه في فمه أو ما يأكله، وهذه كلها أسباب تجعل البقاء بجانبه ضروريًا، حيث إنه يتعلم مهارات جديدة، ويحتاج وجودك فعلًا.

5. استعدي لحدوث فوضى كبيرة

عندما يُسمح للأطفال بلمس واستكشاف الأطعمة الجديدة وإطعام أنفسهم، تصبح الأمور فوضوية، وهذا جيد! لا تشددي على ذلك، وتوقعي حدوث الفوضى.

اجعلي طفلك يرتدي مئزرًا للأطفال، أو ضعي منشفة على الأرض إذا كنت قلقة بشأن سقوط الطعام، أو اخلعي ملابس طفلك حتى الحفاض! كما يمكنك أيضًا وضع مناديل مبللة للأطفال، ومناشف كهربائية بالقرب منك، حتى أنك قد لتحميم طفلك حمامًا كاملًا بعد تناول الطعام، ونذكرك مرة أخرى أن هذا أمر طبيعي.

لا تزال الوجبة الفوضوية ناجحة لأن ذلك يعني أن طفلك كان يحاول تناول الطعام بنفسه، وسرعان ما ستتحسن قدرته على التعامل مع الأطعمة المختلفة، وسيتسبب في قدر أقل من الفوضى.

6. تناولوا الطعام معًا كعائلة

إحدى أفضل الطرق لتعليم طفلك تناول الطعام وحده هي جعله يشاهد العائلة تأكل، حيث يتعلم الأطفال أشياء جديدة طوال الوقت، ويتعلمون من السلوكيات النموذجية، وذلك من خلال مشاهدة كيف يستخدم آباؤهم وإخوتهم أدواتهم ويأكلون طعامهم، إذ يرغب الأطفال في تقليد نفس السلوكيات.

إنهم يكتسبون الثقة وهم يراقبونك ويعتقدون أنهم يستطيعون فعل ذلك أيضًا! إذا كنت تطعمين طفلك في وقت مختلف عن بقية أفراد الأسرة، فستفوتك محاولة تقليد حركاتك باستخدام الأدوات والأطعمة ومراقبة السلوكيات المناسبة الأخرى أثناء تناول الطعام.

7. تحلي بالصبر

يستغرق الأمر بعض الوقت لتعلمي طفلك تناول الطعام بمفرده، لذا كوني صبورة مع طفلك الصغير، لا تحاولي التعجيل بالعملية أو أوقات الوجبات، حيث يجب أن يضبط طفلك السرعة لأنه يفهم إشارات الجوع والامتلاء لديه، ولهذا السبب من الجيد إتاحة الكثير من الوقت لتناول وجباته، فمع الكثير من الممارسة والصبر، سيتعلم طفلك الأمر في وقت قصير جدًا!

ماذا لو بدأ طفلي بالتقيؤ أو الاختناق؟

عند تعليم طفلك تناول الطعام وحده، توقعي حدوث بعض حالات التقيؤ، إذ يحدث هذا عندما يكون لدى الأطفال الكثير من الطعام في أفواههم، وخصوصًا عندما يقدم لهم الطعام بقوام ونكهات جديدة، وطالما أنهم لا يتقيؤون كثيرًا أثناء تناول الطعام، فإن التقيؤ أمر طبيعي.

ومع ذلك، إذا كان يتقيأ بشكل متكرر عند محاولة الأمر، فقد يكون ذلك بسبب وجود ارتباطات سلبية بالأكل أو النفور من تناول الطعام، وإذا حدث ذلك، تجنبي إعطاء تلك الأطعمة التي تسبب الارتباطات السلبية في الوجبة التالية.

لكن الاختناق مختلف، وأكثر خطورة، إذ يحدث عندما تستقر قطعة من الطعام في مجرى الهواء -لا قدر الله- وقد يبدأ طفلك بالسعال أولًا، ثم يصمت، حيث سيظهر صعوبة في التنفس ولن يتمكن من البكاء، أو إصدار أصوات بسبب الطعام الذي يعيق مجرى الهواء. وهذا أمر خطير ويهدد الحياة، ولهذا السبب فإن أنواع الطعام، وأحجامه، وتماسكه عوامل مهمة يجب مراعاتها عند تعليم طفلك تناول الطعام وحده.

الخلاصة

تذكري أن هذا الوقت ممتع خلال نمو طفلك، وتذكري كذلك أنّ تعليم طفلك تناول الطعام بمفرده هي عملية تعلّم وتستغرق وقتًا، فإذا رأيت أن طفلك غير قادر على تناول ما يكفي من الأطعمة لوحده، وهو أمر شائع في البداية، حينها بدلًا من إطعامه المهروسات والأطعمة التي تؤكل باليد لملئها، يمكنك إعطاء طفلك قطعة من الفاكهة المهروسة لمساعدته، ولا تنسي التقاط الكثير من الصور لهذا الإنجاز الممتع والفوضوي والاستمتاع بالعملية!

إذا كانت لديك أية أسئلة حول الصحة أو التغذية، فمن الأفضل استشارة طبيب طفلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *