8 نصائح ذكية لتعديل السلوك العدواني عند الأطفال الصغار

قد تلاحظين أحيانًا السلوكيات الرقيقة والحنونة لطفلك، بينما تجدينه في وقت آخر يتصرف بطريقة محبطة لا تعرفين كيف تتصرفين تجاهها. قد يواجه طفلك صعوبة في ضبط سلوكياته لا سيّما في المرحلة العمرية ما قبل المدرسة، وقد يلجأ بعض الأطفال للضرب محاولة منهم للتعبير عن مشاعر الإحباط التي يمرون بها هم أيضًا.

التعبير عن المشاعر والتحكم بها مهارة يكتسبها الأطفال مع الزمن، وقد يحتاج بعض الأطفال وقتًا أطول من غيرهم لإتقان هذه المهارة مقارنة بغيرهم، وبالطبع تقع على عاتقك كذلك مسؤولية مساعدة طفلك، ولذا نقدّم لك في هذا المقال بعض النصائح التي تساعدك في تعديل السلوكيات العدوانية عند الطفل.

لماذا يتصرَّف الأطفال الصغار بعدوانية أحيانًا؟

قد ينتابك الفضول أحيانًا لماذا يتصرّف طفلك فجأة بعدوانية وعنف، بينما يتلخّص الأمر في الأساس في مزيج من الكثير من الطاقة الزائدة، والمفردات المحدودة، والشعور بالتعب أو الجوع أحيانًا.

يمر أغلب الأطفال بهذه المشاعر، ولا يعرفون كيف يعبرون عن مشاعر الاستياء التي يمرون بها نتيجة ظرف معين، وقد يعاني بعض الأطفال لمجرّد اندفاع الأدرينالين الهائل نتيجة ممارسة الرياضة أو اللعب أكثر من الحاجة.

يُعدُّ التعبير الجسدي عن أي عواطف قوية يشعر بها الطفل أمرًا بدائيًا وطبيعيًا جدًا بالنسبة للأطفال الصغار، ولا تنسَ أيضًا أنَّ هؤلاء الأطفال يفتقرون للكثير من المهارات الاجتماعية، والقدرة على ضبط النفس، بالإضافة إلى عدم قدرتهم على التعاطف؛ بينما تقع على عاتق الوالدين مسؤولية إكساب طفلهم هذه المهارات بالتدريج، وتعليمهم طرقًا مناسبة للتعبير عن مشاعرهم، حتى يستطيعوا مساعدتهم بأفضل طريقة ممكنة.

نصائح مهمة للتعامل مع سلوك الطفل العدواني

رغم أنَّه من المُتوقع غالبًا حدوث نوبات متكررة من السلوك العدواني عند الأطفال الصغار، إلّا أنَّه هناك بعض التدابير والإجراءات التي يمكن للأهل اتخاذها للتأثير على سلوك الطفل. تاليًا أهم النصائح التي توصي بها الأكاديمية الأمريكية لأطباء الأطفال لضبط السلوك العدواني للأطفال:

1. وضع توقعات واضحة

من المهم للغاية وضع قوانين محددة في المنزل يتعلّم الطفل الالتزام بها؛ فالأطفال بأعمارهم الصغيرة لا خلفية مسبقة لهم على ما يجب فعله وعدم فعله حتى يعلمهم الأمر أحد ما.

الأطفال بطبيعتهم فضوليون، ويحبون لمس الأشياء والتحقق منها، لذا احرص على إبعاد الأشياء المؤذية من أمامهم وبعيدًا عن متناول أيديهم.

يمكنك كذلك تخصيص مكان معين للعب في المنزل، بحيث يعرف الأطفال أنَّ هذا المكان فقط مخصص للعب. استعد لتكرار القوانين المنزلية التي تضعها في كل مرّة يكسر فيها طفلك إحدى هذه القوانين، وعليك أن تدرك جيدًا أنّك قد تضطر لتكرار الأمر عشرات المرات قبل أن يستوعب الطفل الأمر جيدًا.

2. عدم استخدام لغة التهديد

التهديدات لا تُجدي حقًا مع الأطفال الصغار، وعادةً ما يكون تشجيع السلوكيات اللطيفة والترغيب بها الطريقة الأفضل. بالإضافة إلى أنّ تعليم الأطفال سلوكيات جديدة، أكثر تأثيرًا من مجرد تحذيرهم بـ “توقف وإلا”.

3. تعليم الطفل استخدام الكلمات للتعبير عن المشاعر

يجب أن يشجّع الأهل أطفالهم على التعبير عن أنفسهم لفظيًا باستخدام الكلمات في المرات التالية التي يشعرون فيها بالانزعاج، بدلاً من اللجوء إلى الأفعال السلبية، حيث إنَّ تسمية عواطفهم أمامهم يمكن أن يساعدهم على ذلك.

على سبيل المثال، يمكنك أن تقول: “أستطيع أن أرى أنّك تشعر بالغضب الآن”، ما يساعدهم على ربط الكلمات بمشاعرهم في ذلك الوقت، ويساعدهم على التعبير عن الشعور نفسه لفظيًا في المرة المقبلة.

4. تحويل تركيزهم

عند تعليم طفلك ردود فعل بديلة، من الجيد تمامًا تحويل انتباهه إلى نشاط آخر أو تجربة أساليب مختلفة.

أعد توجيه انتباهه بنشاط مختلف، ومع ذلك، لا تلجأ إلى رشوته بالحلويات أو السكريات لتشجيعه على اتخاذ سلوك أفضل.

5. مراقبة تفاعل الطفل مع الأطفال الآخرين

راقبي طفلك عندما تنشأ خلافات أثناء اللعب مع طفل آخر. بالنسبة للنزاعات البسيطة، تراجع وحاول السماح للصغار بحل المشكلة فيما بينهم. ومع ذلك، إذا تأزّم الوضع إلى مشاجرة جسدية وحاول أحدهما إيذاء الآخر، فيجب عليك التدخل.

افصل بين الأطفال حتى تتاح لهم فرصة الاستقرار، وقد يكون من الضروري إنهاء اللعب تمامًا في ذلك الوقت. يجب كذلك أن تعزّز فكرة أنّه ليس من المقبول بتاتًا إيذاء الآخرين عند الأطفال، وأن تطلب من طفلك أن يرفض الاعتداء عليه وقول “لا” بنبرة قوية، وأن يبتعد عن الطفل الذي يؤذيه، بالإضافة للبحث عن حلول بديلة للضرب، والركل، والعض.

6. القدوة الحسنة

عند تعليم طفلك أي سلوك حسن تفضّل أن يتعلمه، عليك أن تدرك تمامًا أنّه لا بُدَّ أولًا وأن تكون قدوة له في هذا السلوك؛ فلا يمكنك تعليم طفلك الالتزام بأمر ما أنت لا تطبقه! لن يلتزم به مهما حاولت. أطفالنا صورة عنا، وفي الكثير من الأحيان يتعلمون سلوكياتهم بتقليدنا، ولذا عليك أن تحاذر تمامًا في كل تصرف تقوم به أمام طفلك.

7. الثناء على السلوك الحسن

الثناء والتشجيع محفزات قوية للأطفال، لذا حاول ملاحظة السلوكيات الحسنة لطفلك والتعليق عليها بالثناء والتشجيع. لن تحتاج إلى منحه هدية على تصرفه الحسن، يكفيه في الكثير من الأحيان أن يعرف أنّ والديه يلاحظان سلوكه اللطيف مع صديقه، والثناء عليه، فهذا حتمًا سيشجعه على الاستمرار في هذا التصرف.

8. استخدام قانون “الوقت المستقطع” عند الضرورة

في بعض الأحيان، يحتاج الصغار ببساطة إلى بضع دقائق للتهدئة وإعادة ضبط النفس. درّب الطفل على قانون “الوقت المستقطع”، والذي يقتضي بجلوسه في مكان عقاب محدّد مسبقًا كُلمّا ارتكب خطأ ما لوقت محدّد أيضًا، وذلك حتى يهدأ أولًا، وحتى يدرك أيضًا أنّه قد ارتكب خطأ ما.

متى يجب استشارة الطبيب المختص؟

إذا استمر سلوك الطفل العدواني حتى عمر السابعة، سيكون عليك في هذه الحالة استشارة الطبيب المختص، حيث إنَّ الطفل في هذا العمل يجب أن يكون قد طوَّر تواصلًا لفظيًا أكثر تقدمًا، وأن تقل نوباته الجسدية.

ولكن إذا لاحظت أن الطفل يؤذي نفسه خلال هذه النوبات في عمر أصغر من ذلك، ورُبمّا شكّل ذلك تهديدًا لإيذاء نفسه أو الآخرين، من المهم اتخاذ الإجراءات اللازمة في وقتها.

سيساعدك الطبيب المختص على تحديد الأسباب التي قد تؤدي إلى تفاقم هذه المشكلة، والمساعدة في حلها بالطبع. مسؤولية مراقبة طفلك، وتوجهيه لتطوير شخصية قوية سويّة ورائعة مسؤوليتك أنت، ولذا يجب أن تبحث عن جميع الحلول التي تساعدك في تحقيق هذا الهدف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *